سانترة ومانترة2



 "لا بأس انقاذي لهم اهم وهي تعلم اني سأذهب إن أرادت ام لا"

بدأ الغروب بشفقها الأحمر الأخاذ وكأنها نيران حمئا كما لو أن أبواب الجحيم فتحت وبات صداها في السماء رافعا قيمة حضورها تقول الغروب هل من منافس لي في عظمة ما خلقه الخالق ؟! 

خرج وفي يده عصا خشبية يسند عليه بخفة ينزل من الجبل بكل سلاسة فكأنه سيتعثر من طريق حفظ في قلبه ولو أنه معصوب العينين لما وقع فالجبل عاش معه أكثر من عاش برفقة رفيقة دربه توجه إلى كهف مظلم ولم يكن يضئ طريقه قط 


اصوات وهمسات ليس من هنا لم يرجف ابدا بل واصل تقدمه إلى الامام وبكل حدة وثبات وقف في وسط تلك الظلام ينيره البدر الذي يطل من تلك الشق في سقف الكهف أمسك بعصاته الخشبية يرسم بها على تلك الرمال البيضاء الصافية طلاسم غريبا وما إن أنهى طلسمته أخرج من حقيبته القشية خنجر ذات حواف مائلة جرح كف يده جاعلا من دمه يقطر على طلاسمه الذي يشكله أحرف وأرقام اسماء خطوط الرمال زحفت واختفت وبات الاض الصخرية ظاهرا أنارت الجدران طلاسم ورسومات غريبا يظهر من العدم رجل ذات بشرة بيضاء ناصعة وعينان كسماء الليل داكنة وشعر مموج بلون لحاء الشجر بصوت أجش لكن ذات طباع هادئ" ماذا؟!"


"احتاج الى بعض الأصدقاء القدامى"قالها العجوز وهو يناظر داكني الغريب

"من هو؟" أجاب بكل برود لا يحبذ وجوده معه رغم طول معرفته به فأمره معقد به 

"من له اليد عليا في جماعته صديق وعدوي المقرب تجمعنا مصالح وخادمه اخيك الأكبر"

ضاق عينيه متجهما صديق وعدو واخ أكبر يعرف أنه يكرهه لكنه مضطر"ما هي الرسالة؟"

"عندما يبلغ الليل نصفه على ضفاف البحر الذي بدأنا به موعدنا هناك"

"أمرك" اختفى الذي أتى من العدم كما الرياح الهائجة تاركا خلفه هواءه البارد وغادر الرجل الكهف يتجه إلى البحر الذي يطل الجبل عليه وما لبث الليل به يراقب المياه المالحة بمدها وجزرها أتى الوقت اخيرا يرى ظلا يعبر البحر ومن خلفه هالة من السواد يقف أمامه قائلا "مرحبا صديقي ما هي العمل الذي لديك ؟"

"أناس يحتاجون مساعدة" أجاب بشكل مبسط

"والمشكلة سانترة ومانترة صحيح ؟" هو بالفعل يعلم الإجابة لكن يفضل السؤال فالتأكيد هي المراد

"أجل" فتح حقيبته القشية ليخرج منها قماشا بيضاء فارشا به الأرض قائلا "سأكتب الطلاسم وانت ردده فجسدي يبيت أضعف"

أخرج خنجره العتيق يعيد جرح كفه مجددا يكتب في تلك القماش الناصعة لتغطيه بدماءه والآخر الذي يردد الكتابات بغمغمة وحين انتهى علقه في عصا طويلة يرفرف فيه القماش المدماة أمر خادمه المتجهم بحمله واذا بهم يمشون إلى القرية هادئة تماما موصدين أبواب منازلهم لكن ما يقاطع ذلك الجو الهادئ هي تلك الضحكات التي تأتي مع الرياح دخل العجوز وأخذ من خادمه العصاة الذي يتدلى منها القماش يردد طلاسم غريبة وصديقه أيضا واذا بتلك الضحكات تتحول الى صراخ مؤلم وأناس قرية يسمعون وأبوابهم تطرق تطالبان النجدة 

"لا احد يفتح الباب" صرخ العجوز منبه لهم بين تلك الصراخ والعويل

يمشي بين الأكواخ حتى خرج من القرية ووصل حدود الوادي فثبت العصاة هناك وتلك الصراخ توجه إلى أسفل الوادي نظر العجوز إلى صديقه قائلا "شكرا سيصلك أجرك قريبا "

"العفو يا صديقي لكنهما لن تلبثا الوادي ستحاولان الفرار عليك بردعهما لمكان آخر"

"خادمي سيتكفل بالباقي"

"مازلت غير لطيف سأذهب" طار الرجل واختفى كما الغبار في الهواء 

عاد العجوز إلى القرية ليقابل العمدة قائلا له انتهى كل شي ولا احد يحرك تلك العلامة التي هناك ستحافظ على سلامتكم باذن لله"

"شكرا يا شيخنا العظيم"أبدى العمدة امتنانه له أما الآخر فملامحه بدت أكثر غرابة فهو لايحبذ مناداته بشيخ فهو يعلم وقع الكلمة عليه

ودعهم عائدا إلى أنسة قلبه ومهجتها حفيدته الصغيرة فتح الباب ليرى حفيدته تلازم فراشه منتظرة إياه وحين رأته يفتح الباب للدخول همت إليه فرحة قائلا "هل فعلتها؟ كيف كان؟من كان؟"

جلسة العجوز في فراشه الذي فرش أرضا واجلسها بجواره "لم تنامي لأن الفضول يقتلك صحيح؟"

"أجل هيا ماذا كان؟" ردت متحمسة لمعرفة ماذا جرى

"امم أنهما سانترة ومانترة"

"من هما ؟"

"أختان جنيتان تتشكلنا بهيئة فاتنة لجذب الرجال وخطفهم  لتتغذيا على طاقتهم لكن تم حل المشكلة"يحدثها بالقصة وهي في حجره بينما يمسد شعرها المجعد"هل كانت جدتك صاخبة؟"

"أجل كثيراً تعلم أنها قلقة عليك وأنها تضع لوم موت أطفالها على عملك"

"أعلم عزيزتي لكن عليها أن تؤمن أن الموت والحياة ليس بيدي ولا بيدهم إنها بيد الله كنت واعدا في تلك الأيام ودخلت تلك الباب ولا مخرج لها وانت تريدين السير على تلك الخطى المؤلمة "

"أنا قوية يا جدي سأفعلها بحكمة أكثر منك فلا تكن حكير العلم لديك "

"فهمت لست جيدا مثلك بالحديث" يا عزيزتي الصغيرة 


....................................................

The end.........



By youha dark



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العجوز هوتي

LOVE~

سانترة ومانترة 1