العجوز هوتي

 





يمشي وحيدا بين تلك الجبال التي تسكنه الهدوء ولايكسرها سوى ضجيج الرياح الذي يحمل في طياته الكثير من القصص يده التي تحمل تلك العصاة تلامس الأرض بكل خفة ينظر أمامه محددا هدفه إنه ليس وقت الراحة عليه أن يمضي وإن كان متعبا فالإصرار ما حمله لهذه الرحلة رجل شاحب البشرة تسكن ملامحه الحزن والارهاق لا يزال في زهرة شبابه لكن يبدوا أن القدر اثقل كاهله بشئ ما 

عجز أن يكون بخير يشتاق إلى زوجته وأطفاله لكن مابيده حيلة يجب أن ينهي رحلته إذا أراد حياة أمنة فهذا الحمل متعب جدا يحمل معه خطراً يتبعه اينما كان 

بعد مضي ساعات وصل إلى وجهته اذا به أمام جرف لايرى نهايتها جلس هناك فإعتكافه بدأ عليه ذلك بعيدا عن الجميع هو بالفعل معه مايحتاج ماء وطعام جلس على أطراف الجرف مغمضا العينين يشعر بتلك الرياح تداعب وجهه وصل عليه أن يتحمل مشقة ما أراد يتأمل في تلك الجبال ويراقب الأودية وحيدا لايجب أن يحدث أحد أخرج كتاب من تلك الحقيبة الرثة بدأ وبكل برود فك الحبال الذي لفه عليها واحدا تلوا الآخر اللفات لا تنتهي اكمل وأكمل أخذ منه وقتا ليصل لمراده فإذا به كتاب ذات غلاف جلدي مهترئ أخرج قلمه الريشي وعلبة الحبر يبدأ بتدوين ما أراد يضيف كتابات ويحذف أخرى يحدد ويخطط يفكر مليا من سيرث هذا الكتاب من أبنائه فلقد ورثه هو أيضا من جده 

الرياح باتت تتغير من حوله هناك مايجري يبدوا أن شخص يقاطع خلوته مع نفسه من يجرؤ ذلك ليس إنسي إنه شئ آخر همسات ملأت المكان هو يركز عليها جيدا يجب عليه ذلك رسالة تحاول وصول كلمات متقاطعة وأنفاس لاهثة تبع تلك الهمسات بدأ يتبعه في ذلك الجبل بداخل كهف دخل إليه وإذا به يراه بشرة بيضاء ناصعة تضاهي البدر في بياضه عينان داكنان كحال السماء ليلا وشعر كلحاء الشجر العتيق جاثيا في الزاوية دخل الكهف وأمامه وقف والآخر يبادلها النظرات بحزم وغضب بدأ داكن العينان يخاطبه " ابتعد لا أحبذ الطينين"

الآخر ابتعد قليلا بالفعل بحرص شديد"وأنا لا أحبذ الناريين ولكن يبدوا أنك في معضلة ألا تحتاج مساعدة "

"وما المقابل ؟"سأل بعينان يهتزان وصوت أجش خافت 

"يبدوا أنك تدرك الأمور بسهولة هذا جيد " أجابه بابتسامة مبهمة وأكمل قائلا " عقداً بيني وبينك لا يكسر قط تخدمني إلى أن يأخذ أمانته مقابله احفظ حياتك "

هو يفكر يا أن ينتهي في هذا الكهف ام يصبح عبدا مأمورا لطين ما الحل؟! هل يثق به ؟! ماذا يفعل؟ هو يعلم أنهم سيعودون سيحلقون به إلى أن يموت لن يتركوه هرب بأعجوبة اذا بقي هنا سيجدونه واذا ذهب معه سيصبح عبدا ما الخيار الأمثل له ؟ "أوافق " بحنجرة متقطعة وغضب عارم من الداخل لايعلم ماهيات أوامره ماذا سيجعله يفعل ؟


ابتسم ثم بالفعل بدأ بالرسم في ارض ذلك الكهف بعصاته الخشبية حدد وخطط وبدأ بتمتمة طلاسم غير مفهومة نظر إليه "אתה המשרת של" مد يده ليعطيه الآخر يده فجرح له إصبعه ليتقطر بعضا من قطرات دمه ليشعل به ذلك الرسم وتلك النقوش الغريبة " وهكذا اتممنا عقدنا.. انا هوتي " أخرج كتابه وبدأ بقراءتها ويحضر تلك العقار أمام ذلك الداكن الذي عم ملامحه السكون التام بدا الجو في ذلك الكهف المظلم دافئا له بعض الشئ الآخر يحضر خلطته يناظر كتابه تارة ويخلط تارة " انتهيت تقريبا ابقى هناك سأعود " خرج لوهلة وعاد في يده رمال وبعض من الاعشاب وعاد للخلط انتهى بعد نصف ساعة من العمل جر نفسه إلى ذلك القابع في الزاوية " ايها الداكن الشرس دعني ادهن هذا عليك فلا تعض" ما إن أنهى كلامه أمسك بالآخر ليبدأ بعلاجه دون السؤال عن كيف حدث وما حدث والى أين وصل ؟ 


انتهى بالداكن مغطى بذلك الخلطة وبشرب عقار غريب لكنه يشعر بالتحسن ماعدا أنه جائع حقا ومتعاقده الذي اختفى بعد أن عالجه انتظر وانتظر ولايبدوا أن متعاقده سيعود لكن بعض أدواته هنا ساعة ساعتان  هو يعلم أن ساعتان لايساوي شئ من الزمن لديهم لكن كبشر فهذا مدة طويلة 

خطوات ينذر بدخول أحدهم الكهف" كيف هو حالك ايها الداكن الشرس " مد له كيسا مكملا له" تناوله فأنت تحتاج إلى طاقة" ثم خرج عليه أنه يكمل عزلته لكن يبدوا أن أصبح لديه شريكاً في عزلته هذا 

الآخر تناول الكيس منه وبدأ بالأكل لايستطيع أن يكون جائعا وإن عنى هذا كبرياءه فهو بالفعل تعاقد معه 


جالس فوق تلك الشجر في أقصى ذلك الجبل يتذكر عن أول لقاء له وهو في أوائل مراهقته مع متعاقده الذي بدأ يناهز الخمسين وكم يجد حفيدته مزعجة التي تحس بوجوده بشكل مزعج وأهل هذا البيت جميعهم حقا مزعجين الجميع هنا لا يدركون كم ذلك العجوز مخيف حقا لكن وجوده مع هذه العائلة دافئ.......


.............................................

The end

Youha dark

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

LOVE~

سانترة ومانترة 1